اعلان الطمس: برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب

صورة مخفية
💬
جاء كتاب معاوية المعروف الذي بدأ بالمقولة الشهيرة أنه قد برئت الذمة ممن يروي فضائل أبي تراب واهل بيته فما هذا الكتاب وما قصته وما الادلة والشواهد عليه ؟ اليك اهم ما جاء في كتاب معاوية إلى الولاة بخصوص علي
💡 ابن علي التاريخي
📚
"كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله : أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة و على كل منبر يلعنون عليا و يبرءون منه و يقعون فيه و في أهل بيته.... و كتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق ألا يجيزوا لأحد من شيعة علي و أهل بيته شهادة و كتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان و محبيه و أهل ولايته و الذين يروون فضائله و مناقبه فادنوا مجالسهم و قربوهم و أكرموهم و اكتبوا لي بكل ما يروي كل رجل منهم و اسمه و اسم أبيه و عشيرته . ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان و مناقبه لما كان يبعثه إليهم معاوية من الصلات و الكساء و الحباء و القطائع و يفيضه في العرب منهم و الموالي فكثر ذلك في كل مصر.....ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كل مصر و في كل وجه و ناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأولين و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا و تأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلى و أقر لعيني و أدحض لحجة أبي تراب و شيعته و أشد عليهم من مناقب عثمان و فضله . فقرئت كتبه على الناس فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجد الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر و ألقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم و غلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه و تعلموه كما يتعلمون القرآن و حتى علموه بناتهم و نساءهم و خدمهم و حشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله......"

📚 : شرح نهج البلاغة

🔖 الجزء: 11

📄 الصفحة: 44

ابو الحسن المدائني

نقلها ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة

💬 شرح الرواية
أرسل معاوية رسالة واحدة إلى جميع عماله (وهم الحكام والولاة الذين يديرون المناطق نيابة عنه)، جاء فيها: "إني أبرأ إلى الله من كل من يروي حديثًا أو ينقل خبرًا عن فضل علي بن أبي طالب – المعروف بـ"أبي تراب" – أو عن فضل أهل بيته".

فعلى إثر ذلك، بدأ الخطباء في كل مدينة وقرية، وفي كل منبر، يلعنون عليًا ويعلنون البراءة منه، وينالون منه ومن أهل بيته بالشتائم والقدح.

كما أرسل معاوية رسالة أخرى إلى جميع عماله في مختلف الأقاليم، يأمرهم فيها بعدم قبول شهادة أي شخص من شيعة علي وأهل بيته، أي لا يعترفون بشهادته في المحاكم أو الأمور الرسمية.

وفي رسالة ثالثة، أمرهم بـ: "ابحثوا بين الناس من كان من أنصار عثمان، ومن يحبه، ومن ينتمي إليه، ومن يروي فضائله ومناقبه، فقربوهم، واخفضوا لهم المجالس، وأكرموهم، وسجّلوا لي كل ما يرويه كل واحد منهم، مع ذكر اسمه واسم أبيه وقبيلته".

ففعل عماله ما أمرهم به، وبدأوا يجمعون أحاديث في فضل عثمان، حتى كثرت الروايات عن مناقبه وفضائله، وذلك بسبب ما كان يرسله معاوية إليهم من هدايا وعطايا، مثل الملابس (الكساء)، والهبات (الحباء)، والأراضي (القطائع)، مما جعل الناس يتسابقون على رواية الفضائل المنسوبة لعثمان، حتى انتشر ذلك في كل مدينة.

ثم أرسل معاوية رسالة جديدة إلى عماله، يقول فيها: "لقد انتشر كثيرًا الحديث في فضل عثمان في كل مكان، وقد ظهر في كل جهة وناحية. فإذا وصلتكم هذه الرسالة، فادعوا الناس إلى رواية الفضائل العامة للصحابة والخلفاء الراشدين الأوائل (أبو بكر، عمر، عثمان، وغيرهم)، ولا تتركوا خبرًا واحدًا يرويه أحد عن فضل علي بن أبي طالب (أبي تراب) إلا وتجدون له خبرًا مخالفًا أو معاكسًا في فضل أحد الصحابة الآخرين. لأن هذا الأمر أحب إليّ، وأرضى لعيني، وهو أقوى دليل على بطلان حجة علي وشيعته، وأشد عليهم حتى من فضائل عثمان نفسها".

فأُعلنت هذه التعليمات على الناس، فبدأوا يروون أخبارًا كثيرة في فضل الصحابة، لكن كثيرًا منها كان مختلقًا أو مُفتعلًا، وليس له أصل حقيقي.

وأصبح الناس يجدون مصلحة في رواية مثل هذه الأحاديث، حتى إنهم بدأوا يذكرونها على المنابر بفخر واعتزاز.

وأمر معاوية بأن يُلقى هذا الكلام إلى معلمي المدارس الصغيرة (كتاتيب)، فعلم المعلمون الصبيان والغلام الصغار هذه الروايات، وحفظوها ودرسوها كما يحفظون القرآن.

وانتشر هذا التعليم حتى بين النساء والبنات، وداخل البيوت، ووصل إلى الخدم والتابعين في البيوت، فعلمهم أهلهم ما يقال.

واستمر هذا الوضع مدة طويلة، بحسب ما شاء الله.

💡 ابن علي التاريخي
💬 روايات واثر لكتاب معاوية
قد يقول قائل: ولكن هذا الكتاب لم يذكره أحد سوى ابن ابي الحديد في النهج نقلاً عن ابو الحسن المدائني وقد يكون الاعتماد على هذا المصدر فقط ليس من الدقة العلمية التاريخية

وأقول: أن الكلام صحيح ولولا الادلة التي وجدتها ووقعت يدي عليها لما ذكرت هذا الكتاب الصريح والواضح

دعني اذكر لك بعض الروايات التي تثبت صحة ما جاء به ابن أبي الحديد نقلاً عن المدائني

أن الإمام أحمد بن حنبل قال أن أعداء علي عندما لم يجدوا عيباً له ذهبوا لعدوه الاساسي (معاوية) وراحوا يذكروا له الفضائل والمدائح المكذوبة

راجع هذه المقالة التي تكلمت فيها بالتفصيل عن قول احمد بن حنبل من هنا

وقد جرى حوار بين الصحابي صعصعة والمغيرة بن شعبة (والي الكوفة في زمن معاوية)

ومنع المغيرة صعصعة من ذكر فضائل علي في المسجد علناً لأن معاوية لا يقبل بهذا ويريد ذكر عيوب علي ومثالبه وذكر فضائل عثمان ومحاسنه

راجع الرواية تحدثت عنها بالكامل من هنا

لدرجة أن اسم علي كان يخاف الناس من ذكره فحتى امام اهل السنة الحسن البصري بدلاً من أن يقول قال علي (يقول قال ابو زينب) أو يقول قال رسول الله

راجع الرواية تحدثت عنها بالكامل من هنا

روى ابن عرفة المعروف بنفطويه و هو من أكابر المحدثين و أعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر و قال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم

راجع شرح النهج لابن ابي الحديد المعتزلي 11/46

وهناك عشرات بل مئات الادلة على صدق هذا الكتاب الذي كتبه معاوية وإليك مزيد من المقالات التي تثبت ذلك

💡 ابن علي التاريخي

Rate this article

Loading...

إرسال تعليق

Cookies Consent

This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website.

Cookies Policy

We employ the use of cookies. By accessing Lantro UI, you agreed to use cookies in agreement with the Lantro UI's Privacy Policy.

Most interactive websites use cookies to let us retrieve the user’s details for each visit. Cookies are used by our website to enable the functionality of certain areas to make it easier for people visiting our website. Some of our affiliate/advertising partners may also use cookies.

Turquoise Electricity Lightning