📚
"عن يونس، قال: سالت الحسن قلت: يا أبا سعيد انك تقول: قال رسول الله ولم تدركه. قال: كل شيء سمعتني أقوله: قال رسول الله فهو عن علي بن أبي طالب غير أني في زمان لا أستطيع أن أذكر عليا، وكان في عمل الحجاج."
📚 اسم الكتاب: تهذيب الكمال
🔖 الجزء: 6
📄 الصفحة: 124
― المزي
📚 وردت هذه الرواية في:
- • السيرة الحلبية – 2/122
- • شرح علل الترمذي لابن رجب الحنبلي –1/537
- • تدريب الرواي للسيوطي –1/231
💬 شرح الرواية
لم يكن يستطيع امام اهل السنة الحسن البصري من ذكر اسم علي صراحة والسبب في ذلك
هو التضييق الاموي الاعلامي على اهل بيت النبوة وعلى (علي) خصيصاً
فقد كان الحسن البصري يتحايل عليهم وبدلاً من ذكر اسم علي يقول (قال رسول الله)
وهناك كثير من الادلة على منع ذكر علي وفضائله ومحاسنه وغيرها
وهذه حادثة اخرى ذكرت للحسن البصري مع الحجاج بن يوسف عامل بني امية على العراق
ما جاء في انساب الاشراف للبلاذري: إن الحجاج سأل الحسن [البصري] عن علي، فذكر فضله. فقال: لا تحدثن في مسجدنا، فخرج فتوارى.
وفي زمن معاوية كان يمنع ذكر فضائل علي ومحاسنه بل كانوا يظهروا عيوباً له ويشتمونه وفي المقابل يمتدحون عثمان بن عفان كناية بعلي
ولمعرفة المزيد راجع: حوار صعصعة والمغيرة عن علي وسياسة معاوية في سبه وانكار فضائله
وقد اعترف احمد ابن حنبل باعتراف خطير حيث قال: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا منهم لعلي، فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له.
راجع هذه المقالة: أعداء علي يختلقون فضائل مكذوبة لعدوه معاوية باعتراف السنة
الرد على من انكر الرواية
قال ابن رجب الحنبلي ان اسناد هذه الرواية ضعيف لان الحسن البصري لم يسمع عن علي
وقد رد الحلبي على ذلك وقال:
وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه، لأن عمره كان قبل أن يخرج علي من المدينة إلى الكوفة، وذلك بعد قتل عثمان أربع عشرة سنة.
وقد أخرج له عن علي جماعة من الحفاظ كالترمذي والنسائي والحاكم والدارقطني وأبو نعيم ما بين حسن وصحيح، وبه يرد قول من أنكر أنه لم يسمع من علي، لأن المثبت مقدم على النافي، أو هو محمول على أنه لم يسمع من علي بعد خروج علي من المدينة.
راجع المصدر: السيرة الحلبية 2/122 من هنا
وقال السيوطي في رسائله
أن العلماءَ ذكَروا في الأصولِ في وجوهِ الترجيح أن المثبت مقدَّم على النافي؛ لأنَّ معه زيادة علمٍ.
أن الحسن وُلِد لسنتين بقيتا من خلافةِ عمر باتفاق، وكانت أمُّهُ خَيرة مولاةُ أمِّ سلمة رضي الله عنها، فكانت أمُّ سلمة تُخرِجُه إلى الصحابةِ يباركون عليه، وأخرجته إلى عمرَ فدعا له: "اللهم فقهه في الدين وحببه إلى الناس"، ذكره جمال الدين المزّي في "التهذيب"، وأخرجه العسكري في كتاب "المواعظ المسندة"
وذكر المزّي أنَّه حضر الدارَ وله أربع عشرة سنة، ومن المعلوم أنَّه حين بلَغ سبع سنين لم يُصلِّ؛ فكان يحضر الجماعة، ويُصَلِّي خلف عثمان إلى حين قُتِل عثمان، وعلى إذ ذاك بالمدينة، فإنَّه لم يخرج منها إلى الكوفة إلا بعد قَتْل عثمان.
فكيف يستنكر سماعه بعد وهو كلَّ يومٍ يجتمع في المسجد خمس مرات من حين ميز إلى أن بلَغ أربع عشرة سنة؟! وزيادة على ذلك أن عليًّا كان يزور أمهات المؤمنين ومنهنَّ: أم سلمة، والحسن في بيتها هو وأمُّه.
راجع المصدر: مجموع من رسائل السيوطي 1/39 من هنا
ومن الادلة على سماع الحسن البصري عن علي ما يلي:
ما أخرجه أبو يعلى في مسنده حدثنا حوثرة بن أشرس قال أخبرنا عقبة بن أبي الصهباء الباهلي قال سمعت الحسن يقول سمعت عليا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مثل أمتي مثل المطر الحديث ))
فهذا الحديث الذي فيه تصريح واضح وجلي بالسماع
قال الترمذي وسألت محمدا عنه يعني حديث الحسن عن علي بن أبي طالب رفع القلم الحديث....
فقال : الحسن قد أدرك عليا ، وهو عندي حديث حسن
💡 ابن علي التاريخي
