📚
"بلغ المغيرة أن صعصعة يعيب عثمان بن عفان، ويكثر ذكر علي ويفضله، وقد كان دعاه، فقال المغيرة: إياك أن يبلغني عنك أنك تعيب عثمان عند أحد من الناس، وإياك أن يبلغني عنك أنك تظهر شيئا من فضل علي علانية، فإنك لست بذاكر من فضل علي شيئا أجهله، بل أنا أعلم بذلك، ولكن هذا السلطان قد ظهر، وقد أخذنا بإظهار عيبه للناس، فنحن ندع كثيرا مما أمرنا به، ونذكر الشيء الذي لا نجد منه بدا، ندفع به هؤلاء القوم عن أنفسنا تقية، فإن كنت ذاكرا فضله فاذكره بينك وبين أصحابك وفي منازلكم سرا، وأما علانية في المسجد فإن هذا لا يحتمله الخليفة لنا، ولا يعذرنا به.."
📚 اسم الكتاب: تاريخ الطبري
🔖 الجزء: 5
📄 الصفحة: 189
― الامام محمد بن جرير الطبري
💬 شرح الرواية
وردت هذه الرواية ايضا في الكامل في التاريخ لابن الاثير
كان الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان يعيب على عثمان ويظهر مثالبه وقد بلغ هذا الامر لوالي الكوفة المغيرة بن شعبة فدعاه
وقال له بما معناه: احذر ان اسمع مرة اخرى منك انك تعيب عثمان وتتحدث عنه بسوء
واياك ان تمدح علي بن ابي طالب علانية وأمام الناس وتظهر فضائله وانجازاته فهذه الفضائل والمدائح في حقه اعرفها ولكن معاوية سيطر على الملك
وقد أمرنا بأن تظهر عيوب علي للناس على الرغم من كوننا نتجاهل كثيراً من أوامر معاوية في الحط من علي والتقليل منه إلا أننا نفعل بعض الاشياء في ذمة لكي نسكت بها حكامنا
فإذا كنت تريد ذكر فضل علي ومحاسنه فاذكرها في بيتك وبين اصدقائك سراً ولا تذكرها علانية في المسجد فهذا امر لا يحتمله الخليفة ولا يقبل به ولن يعذر إن فعلت ذلك
من هو صعصعة بن صوحان ؟
قال عنه الذهبي: انه احد خطباء العرب وكان من كبار اصحاب الامام علي
وثقه ابن سعد وكان شريفا مطاعاً اميراً فصيحاً مفوها
الاستنتاج من الرواية:
يتبين لنا أن معاوية أصدر عدة أوامر الى الولاة
سب علي
إظهار عيوب ومثالب علي والحط منه
منع مدح علي وإظهار فضائله
مدح عثمان بن عفان
منع التعرض الى عثمان وإظهار عيوبه
وهذه الرواية تؤكد قوة الروايات الاخرى التي تحدثت عن مثل هذا الموضوع
فقد قال احمد ابن حنبل: اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش أعداؤه له عيبا فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه كيادا منهم لعلي، فأشار بهذا إلى ما اختلقوه لمعاوية من الفضائل مما لا أصل له
راجع المقالة الكاملة حول قول أحمد ابن حنبل من هنا
كما أن رواية صعصعة وكلام ابن حنبل يثبت ما جاء في كتاب الأحداث للمدائني والذي نقل لنا خبره المعتزلي ابن ابي الحديد
💡 ابن علي التاريخي
📚
"كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبى تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويبرأون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته....وكتب معاوية إلى عماله في جميع الآفاق الا يجيزوا لأحد من شيعة على وأهل بيته شهادة وكتب إليهم أن انظروا من قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته والذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم واكرموهم واكتبوا لي بكل ما يروى كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته. ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان ومناقبه...ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجه وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبى تراب الا وتأتوني بمناقض له في الصحابة فان هذا أحب إلى وأقر لعيني وادحض لحجة أبى تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان وفضله."
📚 اسم الكتاب: كتاب الاحداث (مفقود)
🔖 الجزء:
📄 الصفحة:
― ابو الحسن المدائني
― نقل الكلام ابن ابي الحديد المعتزلي في شرح النهج 11/44