"شعر يزيد بن معاوية لعبت هاشم بالملك"، ليست مجرد بيت شعري عابر، بل هي اعتراف صريح من يزيد بأنه لا يؤمن بالوحي، ولا بالرسالة، ولا بمقام النبوة. كيف لا؟ وهو يقول: "لا خبر جاء ولا وحي نزل"! أليس هذا انكاراً للقرآن؟ أليس هذا تكذيباً برسالة محمد صلى الله عليه وآله؟ أليس هذا تهكمًا على بيت النبوة!!!
شعر يزيد بن معاوية لعبت هاشم بالملك
محمد بن جرير في تاريخ الطبري 10/60 : "فقال (يزيد) مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه:
ليت أشياخي ببدر شهدوا ... جزع الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القوم من ساداتكم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل
فأهلوا واستهلوا فرحا ... ثم قالوا: يا يزيد لا تسل
لست من خندف ان لم انتقم ... من بنى احمد ما كان فعل
ولعبت هاشم بالملك فلا ... خبر جاء، ولا وحى نزل"
وقد علق الطبري على كلام يزيد وقال:
لعبت هاشم بالملك .. فلا خبر جاء ولا وحي نزل من مصادر سنية
اقتباس من شذرات الذهب - ابن العماد الحنبلي
"وقال الحافظ ابن عساكر: نُسب إلى يزيد قصيدة، منها:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا
ملك جاء ولا وحي نزل
فإن صحت عنه، فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه."
من كتاب: شذرات الذهب في أخبار من ذهب
🔗 اقرأ المصدر الأصلي هنا
ليت أشياخي ببدر شهدوا
جزع الخزرج من وقع الأسل
لعبت هاشم بالملك بلا
ملك جاء ولا وحي نزل
فإن صحت عنه، فهو كافر بلا ريب. انتهى بمعناه."
ابن كثير يبرر قول يزيد لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
فيأتي ابن كثير في البداية والنهاية فيرد على هذا التهوين بقوله: "وقد زاد بعض الروافض فيها فقال: لعبت هاشم بالملك فلا ملك جاءه ولا وحي نزل. فهذا إن قاله يزيد بن معاوية فلعنة الله عليه ولعنة اللاعنين، وإن لم يكن قاله فلعنة الله على من وضعه عليه ليشنع به عليه". البداية والنهاية 8/264
وكلام ابن كثير لا قيمة له فهو لم يأتي بدليل ينكر فيه كلام يزيد بل انه كان لديه بعض الشك في كون يزيد قد قال هذا الكلام فلعنه بسبب ذلك
يقول الكوراني العاملي في التعليق على ما قاله ابن كثير: "وهذا أسلوب ابن كثير ومحبي بني أمية، فعندما يحرجون يجعلون الأمر قضية فرضية ليشككوا في مخازي أئمتهم!"
خلاصة
كلام يزيد هو كفر صريح، وارتداد عن دين الله، كما وصفه الطبري بقوله: "هذا هو المروق من الدين وقول من لا يرجع إلى الله ولا إلى دينه ولا إلى كتابه ولا إلى رسوله".
فأيام كربلاء لم تكن مجرد صراع على الحكم، بل كانت معركة بين النبوة والطغيان، بين الحسين الذي يحمل رسالة جده، وبين يزيد الذي يعلن: "لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل".
ونرى ان الطبري لم يبرر ليزيد او يحاول نفي كلامه او حتى التشكيك فيه بل الطبري كان يتحدث من موضع صدور هذا الكلام من يزيد ويلعن فيها مروقه عن الدين بل انه يبين ان يزيد يبدأ كلامه ب "فقال (يزيد) مجاهرا بكفره ومظهرا لشركه"
هذا ونحن لم نتكلم عن القصيدة بشكل كامل وركزنا فقط على البيت الاخير...
ابن علي التاريخي