معاوية بن يزيد بن معاوية: الخليفة الذي فضح أباه وجده
هو معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ولقبه "معاوية الثاني" أو "معاوية الصغير". أمه تُدعى أم هاشم. بعد وفاة يزيد بُويع معاوية الصغير بالخلافة، وقيل إنه حكم أربعين يوماً أو أربعة أشهر، ثم خلع نفسه.
اقرأ ايضا: هل كان معاوية بن يزيد بن معاوية شيعي؟خطبة التنازل وفضح أبيه وجده
تنازل معاوية بن يزيد عن الخلافة بعد خطبة عظيمة زلزلت بني أمية، وتضمنت اعترافًا بفساد أبيه يزيد وجده معاوية، وفضائل الإمام علي بن أبي طالب.
(أنه لما ولي العهد صعد المنبر فقال: إن هذه الخلافة حبل الله، وإن جدي معاوية نازع الأمر أهله ومن هو أحق به منه علي بن أبي طالب، وركب بكم ما تعلمون حتى أتته منيته، فصار في قبره رهيناً بذنوبه.
ثم قلد أبي الأمر وكان غير أهل له، ونازع ابن بنت رسول الله، فقصف عمره، وانبتر عقبه، وصار في قبره رهيناً بذنوبه.
ثم بكى وقال: إن من أعظم الأمور علينا علمُنا بسوء مصرعه، وبئيس منقلبه، وقد قتل عترة رسول الله، وأباح الحرم، وخرب الكعبة). وقد وردت هذه الخطبة في الكثير من المصادر السنية بتفصيل أكبر راجع المقالة الكاملة لهذه الخطبة من هنا
وعندما سمعت بني أمية بهذه الخطبة، جنّ جنونهم، حتى أن والدته قالت له:ليتك كنت حيضة
مقتل معلمه عمر المقصوص
بعد انتهاء الخطبة، هاجم بنو أمية مؤدبه ومعلمه عمر المقصوص، واتهموه بزرع هذه الأفكار في عقل معاوية الصغير، وأنه حبّبه بآل علي، فدفنوه حيًّا حتى مات.
(ثم إن بني أمية قالوا لمؤدبه عمر المقصوص: أنت علمته هذا ولقنته إياه، وصددته عن الخلافة، وزينت له حب علي وأولاده، وحملته على ما وسمنا به من الظلم، وحسنت له البدع، حتى نطق بما نطق، وقال ما قال.
فقال: والله ما فعلته، ولكنه مجبول ومطبوع على حب علي. فلم يقبلوا منه ذلك، وأخذوه ودفنوه حياً حتى مات.)
(فوثب بنو أمية على مؤدبه المعروف بعمر المقصوص وقالوا له: أنت علمته هذا!
فقال: لا والله وإنه لمطبوع عليه، والله ما حلف قط إلا بمحمد وآل محمد، وما رأيته أفرد آل محمد منذ عرفته.)
وفاة معاوية بن يزيد: طعن أم سم؟
اختلفت الروايات حول كيفية وفاة معاوية بن يزيد، والأغلب أنه قُتل إما بالسم أو بالطعن. واتُّهِم مروان بن الحكم بالتورط، إذ كان يطمح للخلافة منذ عهد معاوية الأول.
(ولم يخرج إلى الناس، وتغيب حتى مات. فقال بعض الناس: دس إليه فسقي سما، وقال بعضهم: طعن.)
(وخافت بنو أمية أن تزول الخلافة منهم، فقالوا: ننظر في ذلك يا أمير المؤمنين ونستخير الله فأمهلنا. قال: لكم ذلك، وعجلوا علي. قال: فلم يلبثوا بعدها إلا أياماً حتى طُعن.)
(وقد تنوزع في سبب وفاته، فمنهم من رأى أنه سقي شربة، ومنهم من رأى أنه مات حَتْفَ أنفه، ومنهم من رأى أنه طعن، وقبض وهو ابن اثنتين وعشرين سنة، ودُفن بدمشق.)
(ويقال إنه سقي، ويقال إنه طعن.)
(فقال بعض الناس: دس إليه من سقاه سماً، وقال بعضهم: طُعن.)
(وبويع بعده معاوية بن يزيد.. ودخل منزله فمات، يقال مسموماً.)
ما معنى طعن: هل مات معاوية الثاني بمرض الطاعون؟
وتقول الباحثة فاطمة موسى: "رواية موته بالطاعون غير منطقية؛ فهل يُعقل أن يُصاب به دون أسرته أو خاصته؟ الأرجح أنه قُتل بطريقة مدبّرة لأنه لم يكن ضعيفًا ولا مريضًا، وكان في عمر الشباب. ولو كان مريضًا لما بايعه يزيد، ولكان بايع لابنه خالد. ومن المحتمل أنه قُتل طعنًا أو سُمِّم، وكلا الطريقتين تؤديان إلى الموت".
اذن فمعنى كلمة طعن اي انه طعن بالسكاكين او بخنجر او بسيف وليس المقصود مرض الطاعون كما فسر البعض هذه الكلمةتورط مروان بن الحكم في قتل معاوية بن يزيد
ويرجّح الباحث فؤاد عيسى أيضًا فرضية موته مسموماً، مؤكداً أن مروان بن الحكم كان يقف وراء ذلك، وقال: «وهذا ما تؤيده مطامع مروان القديمة في الخلافة، وذلك منذ زمن عثمان، ثم أيام معاوية، ولكن معاوية استطاع اسكاته بأن وعده كما قيل بولاية العهد بعد يزيد، لكي يتمكن من أخذ البيعة لابنه، الذي كان مروان يعارض بيعته».
اقول: يؤكد لنا هذا القول ما ذكرهرأي الشيعة في مقتله
(ولمّا هلكَ يزيدُ لعنَه اللهُ وذهبَ إلى جهنّمَ ساءَت مُستقرّاً ومقاماً، انتقلَ الأمرُ إلى ولدِه معاويةَ، وكانَ وليّ عهدِ يزيد، ولكنَّه أعلنَ البراءةَ منهُ، فرقى المنبرَ ولعنَ يزيدَ أباه ومعاويةَ جدّه.
فقالَت لهُ أمّه: يا بنيّ، ليتَك كنتَ حيضةً في خرقةٍ، فقالَ: وددتُ ذلكَ، وحكمَ أربعينَ يوماً ثمَّ قضوا عليهِ بالسّمِّ، وقتلوا معلّمَه بدفنِه حيّاً.)